أقْبَلَ الليلُ ولكنْ دون نجمي
وغدا الليلُ ذئاباً فوق جسمي
كنتُ والليلُ بهذا النجمِ دُرّاً
أبعثُ البهجةَ لو أجريتُ يمّي
وأنا الآن على الأسحار غيْلٌ
وحلوكُ الليل من إهداء همّي
وأنا عاهدتُها أنْ لا ضياءً
غيرها تشعل إحساسي بدمّي
حاوَرتني أنجمُ الأكوان طرَاً
رقَصَتْ دُلّاً أرادت كسر عزمي
وتَعَرَتْ تسكبَ الغنجَ كؤوساً
وتَثَنّتْ تطلبَ الودَّ بلثْمِ
هيْتَ لي قالت ونار الشوقِ فيها
وصلَتْ حتى أذابتْ صلب عظمي
وتذَكَّرْتُ بأنّي في عهودٍ
وأنا والعهدُ كالشعر بنظمِ
ولذا دافعتُ إغواء هواها
بكفوف الصبر في أيدي التّعمّي
وكأنّي لمْ أرَ السحرَ بعيني
وكأنّ الآه منها ليس يُدمي
كم من الوقت انتظاراً ياخيالٌ
لاحَ لي لكنْ بليلٍ مدْلَهمِّ
رسَمَتْهُ العينُ يخطو في دلالٍ
فوق قلبي تقلع النغمةُ غمّي
إنْ أبى وصلُكِ يسقيني زلالاً
سوف أبقى والهوى ينخرُ عظمي